تعاني الجاليات الفقيرة حول العالم من برد الشتاء القاسي، ويموت الكثير من الأطفال كل عام داخل المخيمات من شدة البرد، ذلك بسبب العواصف الثلجية التي تضرب عدة مناطق في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا، وتنخفض درجات الحرارة في هذه الدول إلى ما دون الصفر مما يسبب الكوارث الطبيعية التي تُلحق الضرر بالعديد من القرى والمدن والمزارع على حد سواء.
وفي مثل هذه الظروف، تصيب ملايين الأسر الفقيرة الحيرة ما بين توفير الطعام وشراء الوقود للتدفئة، ومما يزيد الأمر سوءًا هو أن منازل سكان هذه المناطق غير مُهيأة للتغيرات المناخية الباردة، كما أن الملابس القليلة التي يمتلكوها لا تقي من برد الشتاء القاسي.
وعلى الجانب الآخر فقد ارتفعت الصراعات والحروب حول العالم وازدادت معها الحاجة إلى المساعدات الإنسانية كما ذكر الرئيس التنفيذي للإغاثة الإسلامية ناصر الحج أحمد:”إن تفاقم النزاعات واستمرارها لفترات طويلة تسبب ارتفاع الاحتياجات الإنسانية حول العالم” حيث وصل عدد النازحين إلى 70 مليون شخص حول العالم حسب المفوضية العليا لشئون اللاجئين.
أهداف حملة شاركهم الدفء
تهدف الإغاثة الإسلامية إلى زيادة الوعي بمدى ترابط المجتمع المعطي بالمجتمعات المستضعفة وأن نواجه معا هذا الفصل ضد البرد القارس، ولهذا تطلق اليوم أكبر حملاتها الإنسانية لفصل الشتاء تحت اسم “شاركهم الدفء” حيث تأمل في توفير الاحتياجات الأساسية لأكثر من نصف مليون نازح في ست عشرة دولة بين قارة آسيا والشرق الأوسط والبلقان، لإعانة الأسر الفقيرة في مواجهة الشتاء القارس وتزويدهم بالاحتياجات الأساسية.
توزيع المعونات الشتوية في أكثر من 16 دولة
تقوم الإغاثة الإسلامية من خلال مكاتبها الميدانية في البلاد المختلفة و طواقمها التنفيذية على الأرض في الميدان بعمل تحديد وتحليل احتياجات المستهدفين من حملة “شاركهم الدفء”، ومن ثم توزيع وسائل التدفئة كالخشب، والفحم، والبطانيات، وتوزيع الحصص الغذائية والملابس الشتوية وحقائب النظافة الشخصية لضمان عدم انتشار الأمراض في المخيمات.
واستطاعت الإغاثة الإسلامية العام الماضي تدشين حملة “شتاؤنا واحد ” على نطاق واسع بفضل الله ثم تبرعات الداعمين لها، وفي هذا العام نناشدهم لبذل أقصى ما في وسعهم لمساعدة مئات اللآلاف من الأسر المنكوبة المتضررة.
تتوجه معظم جهود الإغاثة الإسلامية لمساعدة أكثر حالات الطوارئ المعقدة مثل سوريا واليمن وميانيمار، وعلى الصعيد الآخر ستدعم الإغاثة الإسلامية المنسيين والمهمشين و المستضعفين في دول البلقان وباكستان وأفغانستان والشيشان.
-
دور الإغاثة الإسلامية والداعمين لها
تبذل الإغاثة الإسلامية قصارى جهدها لمساعدة أكبر عدد من المحتاجين وإيصال كل المعونات اللازمة قبل تفاقم الوضع، وتـأمل من خلال حملة “شاركهم الدفء” أن تستطيع مساعدة أكثر من نصف مليون شخص خلال الأشهر القادمة القليلة، وهم يؤكدون على تنوع المشاريع التي تستجيب لاحتياجات المستفيدين والتي لا يمكن تنفيذها إلا بمساعدتكم.