لقد خلّفت مذبحة سربرنيتسا عام 1995 في البوسنة والهرسك آلامًا ما زالت تتجدد حتى الآن، فما زلنا نسمع آهات النساء المكلومات ممن فقدن أزواجهن وأبناءهن في الإبادة الجماعية في سربرنيتسا حتى يومنا هذا!
لقد سطرت النساء دروسًا في التضحية وتحمُّل المسؤولية آنذاك، فكنّ يرعينَ بيوتهن ويَعُلنَ أطفالهن الأيتام.
لقد كانت الإغاثة الإسلامية شاهدةً على أحداث سربرنيتسا ، فكانت أول منظمة تتواجد في سربرنيتسا لتقدّم يد العون بتبرعاتكم الكريمة للناجين هناك.
على مدى 29 عامًا، تعهدت الإغاثة الإسلامية عبر العالم بأن تكون الأمل الذي يتشبث به أهالي سربرنيتسا خاصةً، وأهالي البوسنة عامةً، فتلقت تبرعاتكم وساهمت في إيصالها إلى الأشد حاجة، فقدمت الطرود الغذائية، وكفالات الأيتام، ومشاريع سبل العيش والتنمية المستدامة وغيرها. كان لتبرعكم الأثر الحميد في حياة الآلاف، فكثيرٌ من النساء حصلن على الدعم المختلف الذي مكَّنهن من الوقوف على أقدامهن وإعالة أطفالهن.
أما السيدة بوشناق فتخبرنا: “فقدت زوجي منذ سنوات بمرض السرطان، ترك لي أربعة أطفال، عشنا معًا حياةً صعبة في منزل يتشاركه 14 فردًا، ولم يكن لدي دخل يعولنا. كان التفكير يؤرقني يوميًّا. لقد قدمت لي الإغاثة الإسلامية منحةً نقدية تمكّنت عبرها من شراء المعدات اللازمة للزراعة، كما قدمت لي الصوبات الزراعية والتدريبات اللازمة التي جعلتني أتقن حرفة الزراعة. بتُّ أبيع مزروعاتي من سبانخ وبصل وخس وطماطم وفلفل إلى الجيران وشركة أغذية محلية قمت بالتعاقد معها، والآن أنا أكسب المال الذي يعولني أنا وأطفالي. أشكر كل مَن ساهم في التبرع لنا من خلال الإغاثة الإسلامية”.
سلمى سلجوق من البوسنة، المعيلة الوحيدة لأسرتها تخبرنا: “لقد ساعدتني الإغاثة الإسلامية في الحصول على مصدر دخلٍ ثابت لي ولأسرتي، تبرعاتكم وفرت لي دفيئة زراعية وخضراوات أقوم بزراعتها وبيعها. الأرض هنا خصبة، لكن لم أكن أملك الوسائل المادية للبدء بالزراعة.
وتضيف سلمى: “أحب أن أعمل وأكسب قوت يومي بيدي. المساعدات التي أحصل عليها تخفف من الأزمة، لكني لم أكن أريد الاعتماد عليها، فكان مشروع الدفيئة الزراعية من الإغاثة الإسلامية هو أفضل ما حدث لي. شكرًا لكل مَن تبرع، لقد مكّنتموني من زراعة أرضنا وتأمين لقمة عيشنا، وهذا ما حسّن نوعية حياتنا”.