هذا وقد لجأ أكثر من 2000 شخص إلى تلك المدرسة بعدما طلب الجيش الإسرائيلي منهم إخلاء بيوتهم الواقعة في مدينتي بيت حانون وبيت لاهيا. لقد امتلأ المشفى بالجثث والجرحى، وعانى الكثيرون من حروقٍ شديدة ونزفٍ نتيجة الشظايا، في الوقت الذي لا يقدر فيه المشفى على تقديم العلاج لهم بعد أن بات يعمل بشكل جزئي.
نحن في الإغاثة الإسلامية نعبر عن قلقنا الشديد، حيث يستمر الجيش الإسرائيلي في استهداف ملاجئ المدنيين بشكلٍ شبه يومي، في ظل تجاهل تام للقانون الدولي.
وتشير الأرقام إلى أن 477 من أصل 564 مدرسة من المدارس التي يسكنها النازحون قد تضررت نتيجة القصف المستمر؛ أي ما يعادل 85% من هذه المدارس.
وقد صرح “طفيل حسين” مدير الإغاثة الإسلامية في بريطانيا بقوله: “إنه لأمرٌ مروع أن يتم قصف مدرسة أُجبر النازحون للذهاب إليها بعد أوامر الجيش لهم بإخلاء بيوتهم. لقد كان موظفونا وشركاؤنا هناك يعملون بلا كلل لتوفير الطعام والمياه النقية، وحاليًا نمر بحالة من الحزن والأسى بسبب الموت والدمار الذي لحق بالمدنيين والمدرسة أيضًا. لقد أصبح الناس في غزة أهدافًا متحركة، كما أن السياسة التي يتبعها الجيش الإسرائيلي من حرمان للمدنيين من المساعدات، وإجبارهم على الانتقال من مكانٍ لآخر، ، ومن ثم استهداف الأماكن التي تم إخبارهم بالذهاب إليها هي سياسة منزوعة الإنسانية تمامًا.”
مدرسة “التابعين” هي واحدة من العديد من المدارس في غزة والتي تقدم الإغاثة الإسلامية وشركاؤها المحليون وجبات طعام مطبوخة يوميًا للنازحين فيها، وغالبًا ما تكون هي الوجبة الوحيدة التي يحصلون عليها في ظل انتشار المجاعة. كما تقوم الإغاثة الإسلامية بتقديم الدعم النفسي والأنشطة الاجتماعية والألعاب للأطفال النازحين فيها.
بهذه المذبحة الأخيرة بحق النازحين يرتفع عدد الضحايا حتى الآن إلى 40 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى 92 ألف جريح خلال عشرة أشهر ونصف. لقد تأثر كل شخص وبات يعاني من الفقد والجوع والحرمان وانعدام الأمن في غزة! أسر كثيرة تم تهجيرها العديد من المرات تصل إلى 9 أو 10 مرات. انخفضت كمية المساعدات الإنسانية المسموح بدخولها حيث أصبحت غزة تعاني من مأساة إنسانية حقيقية.
لقد فشل المجتمع الدولي تمامًا في حماية ومساعدة الفلسطينيين، ويجب على قادة العالم أجمع استخدام كل أساليب الضغط الممكنة للمطالبة بوقف إطلاق النار الفوري، وإنهاء عمليات التهجير القسري، والهجمات المتكررة على المدنيين وضمان مساءلة من يقوم بهذه الأعمال.