يقول رسول الله ﷺ: “أَيُّمَا مُسْلِمٍ سَقَى مُسْلِمًا عَلَى ظَمَإٍ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ”.
تعد أزمة المياه في قطاع غزة واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية التي أثرت بعمق على حياة سكان قطاع غزة، حيث تركتهم في مواجهة معاناة يومية مستمرة تهدد حياة مئات الآلاف خاصة الأطفال والنساء، الذين حُرموا من أبسط حقوقهم الإنسانية، ليجدوا أنفسهم في طوابير طويلة للحصول على ماء نقي في ظل النقص الشديد في الموارد والتدمير المتواصل للبنية التحتية.
مع بداية الحرب على غزة، تفاقمت أوضاع المياه بشكل كارثي، لتضيف أزمة جديدة إلى سلسلة الأزمات التي يعاني منها القطاع. هذا الوضع أجبر آلاف الأسر على الاعتماد على مصادر مياه غير آمنة، لتزداد بذلك الأمراض الناتجة عن تلوث المياه التي يعجز القطاع الصحي المتهالك عن ملاحقتها.
بات غالبية سكان غزة عاجزين عن الحصول على مياه آمنة للشرب. ومع بعض جهود التحلية البسيطة، والاعتماد على بعض الآبار، يحصل أهل غزة على المياه بعد الانتظار في طوابير للمياه لساعات تتراوح من 6 إلى 10، وهو مشهد قد يتكرر مرة كل أسبوعين، وعادة ما يقوم بهذا الدور الأطفال الذين ينفقون نهارهم في جمع المياه أو الغذاء.
بفضل دعمكم، في جزء من استجابتنا العاجلة للأزمة الإنسانية في غزة، تعمل الإغاثة الإسلامية على توفير المياه النقية لأهالي القطاع. حيث يستفيد يوميًا 110,115 إنسان من المياه النقية التي يتم توزيعها من خلال عربات النقل. استمرت الجهود لأكثر من 450 يومًا من الأزمة وحتى الآن. حيث يمثل توفير الماء النقي وتوزيعه جزءًا أصيلًا من أعمال الإغاثة اليومية لتخفيف أزمة المياه في غزة. بفضلكم يمكن أن نعيد لأهل غزة الأمل ونرسم البسمة على وجوه العائلات المكلومة، فالماء هو الحياة وسرها، وليس بعد الماء حاجة!
عن الصحابي الجليل سعد بن عبادة رضي الله عنه حين سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الصدقة أفضل؟ بمعنى أي أعمال الصدقات تكون أكثر أجرًا وأنفع ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سقي الماء”
مع استمرار الأزمة، فإن مساهمتكم تحدث فرقًا كبيرًا في حياة أهالي غزة. الماء هو سر الحياة، وتوفيره يعني إنقاذ الأرواح وإعادة الأمل للعائلات المنكوبة.