آثار الفيضانات في باكستان لازالت مستمرة
آثار الفيضانات في باكستان لا تزال كارثية وبادية للعيان بعد مرور أكثر من شهرين على المأساة، حيث اجتاحت البلاد أسوأ موجة فيضانات منذ عقود، وما تزال العائلات تعاني ويلاتها الأليمة وعواقبها المدمرة.
أكثر من 2.2 مليون متضرر فقدوا منازلهم ويعيشون الآن في العراء دون مصادر للغذاء أو الماء، ولقي أكثر من 1700 مصرعهم وأصيب قرابة 12900 في الكارثة.
وتشير التقديرات الأخيرة إلى تضرر أكثر من 2000 مرفق صحي بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات، كما أن الوصول إلى المرافق الصحية والعاملين في مجال الرعاية الصحية والأدوية الأساسية والإمدادات الطبية لا يزال محدودًا. ومما يشعل المخاوف أن هناك تقارير تفيد بأن عشرات الآلاف من الناس يعانون من الإسهال والملاريا والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والتهابات الجلد والعين والتيفوئيد.
إلى جانب الآثار المباشرة والمدمرة للفيضانات، وجد الكثير من الناس أنفسهم وقد تقطعت بهم سبل العيش ومصادر الرزق، وقد تضرر أكثر من 4.4 مليون فدان من المحاصيل والبساتين، بينما نفق أكثر من 1.1 مليون رأس من الماشية في الفيضانات.
كما تأثرت البنية التحتية الأساسية بشدة، مع عواقب غير مباشرة تجعل من الصعب على المنظمات الإنسانية الوصول إلى المناطق المتضررة. تضرر أكثر من 13000 كيلومتر من الطرق ودمر 400 جسر.
ومن المتوقع أن تصل التكلفة الإجمالية للأضرار حتى الآن إلى أكثر من 10 مليارات دولار.
تعمل الإغاثة الإسلامية بلا كلل، وتقدم الإغاثة الطارئة للمحتاجين منذ 3 أغسطس.
وتمكنت الإغاثة الإسلامية من توفير عبوات الطعام وأدوات المطبخ ومستلزمات النظافة والخيام لأكثر من 91550 متضررًا في المناطق المتهالكة والمتضررة بشدة مثل نوشكي وكويتا وبلوشستان خلال مرحلة الإغاثة الأولية الطارئة.
ومنذ أن بدأت الفيضانات، نعمل في مناطق مثل مايلر كراتشي و ثاتا ودادو و ميربور خاس، حيث نقدم الدعم لأكثر من 200000 متضرر بسبب آثار الفيضانات بالمساعدات الأساسية مثل عبوات الطعام والمستلزمات المنزلية وأغطية القماش المشمع.
وفي أوقات الكوارث، يعد العمل بالتعاون مع المنظمات الشريكة أمرًا حيويًا لتوفير مستوى الدعم المطلوب، فتقوم الإغاثة الإسلامية بالعمل مع صندوق المأوى لتوفير المؤن اللازمة للعائلات في السند – وتشمل هذه المجموعات الخيام العائلية والأضواء الشمسية من بين العناصر الأساسية الأخرى التي تعتبر مهمة في حالات الكوارث.
ومن خلال العمل مع اليونيسف، قدمت الإغاثة الإسلامية أكثر من مليون لتر من مياه الشرب حتى الآن، وسنستمر في توفير 20000 لتر من مياه الشرب يوميًا في المناطق المتضررة بسبب آثار الفيضانات المستمر في دادو وقمبر شهدادكوت في السند ودي خان ونوشيرا وكارسادا في خيبر باختونخوا.
وتقدم الإغاثة الإسلامية أيضًا للعائلات المشردة مراحيض ومحطات غسيل مؤقتة، وستقوم قريبًا بتوفير مضخات نزح المياه التي ستساعد في حل مشكلات مثل المياه الراكدة وتلف المحاصيل.
وقد وصلت الإغاثة الإسلامية إلى أكثر من 554650 متضرر حتى الآن، وقد انتقلت بالفعل لمساعدة المجتمعات على التعافي من الكارثة.
فقد ملايين المتضررين منازلهم ويواجهون الآن ظروفًا قاسية في ملاجئ مؤقتة، وفي مساعيها لتوفير الدعم تحاول الإغاثة الإسلامية توفير 4600 مأوى دائم في المناطق الأكثر تضرراً في بلوشستان والسند وخيبر باختونخوا.
وتجدر الإشارة إلى أن المناطق الأكثر تضررًا من الفيضانات تشهد أمراضًا عدة، وأخطرها الأمراض التي تنقلها المياه في أعقاب الفيضانات. واستجابة لذلك، تقوم الإغاثة الإسلامية بإجراء تدخلات المياه والصرف الصحي والنظافة من خلال توفير المواد الغذائية وأدوات المطبخ والضروريات الأخرى مثل الملاجئ المؤقتة، كما يتم توفير جلسات نفسية اجتماعية لمن يعانون من الخسائر التي لحقت بهم. وقد تم بناء مراحيض أرضية وتقديم مجموعات النظافة للأشخاص للذين فقدوا منازلهم.
نقوم أيضًا ببناء مراكز تعليمية مؤقتة لضمان عدم تسرب الأطفال من التعليم وتأخرهم دراسيًا.
لا يزال حجم الضرر في باكستان مذهلاً ومقلقًا، ومن المرجح أن تتدهور الظروف مع اقتراب فصل الشتاء.
سيكون طريق التعافي لشعب باكستان طويلًا وشاقًا، ولكن بدعمك وتبرعاتك الطيبة، يمكن للإغاثة الإسلامية الاستمرار في تقديم المساعدات التي تساعدهم على الصمود ومجابهة الصعاب، تبرع الآن لنداء الإغاثة الإسلامية.