آثار تغير المناخ ، لقد بدأت الآن تنقشع الغيمة عن هذه المشكله وتتكشف حقائق الأوضاع، وأهم البقاع التي تضررت بسبب تغير المناخ هي باكستان، ونظرًا لأن الفيضانات غير المسبوقة تسببت في أضرار تصل إلى 20 مليار دولار في باكستان، يرى كبير مستشاري الإغاثة الإسلامية جيمي ويليامز بأن المجتمع الدولي عليه أن يضطلع بدوره في المساعدة.
بعد غمر المياه مساحات شاسعة من باكستان بسبب الأمطار الموسمية استمرت ثمانية أسابيع أثرت على 33 مليون إنسان ودمرت ملايين المنازل، تحاول الإغاثة الإسلامية الاستجابة بمساعدات طارئة، ولكن من المتوقع حدوث المزيد من الدمار في الأيام المقبلة.
الاحتباس الحراري ليس العامل الوحيد الذي نحتاج إلى النظر إليه، إننا نشهد تدهورا مستمرا يعاني منه أفقر الناس عند وقوع الكارثة، فالطوفان قد يكون مميتًا عندما يقع عند منحدرات جبلية شديدة الانحدار، ويخلف آثارًا مدمرة حين تنهار قدرة السدود والحواجز الوقائية.
من المرجح أن تغير المناخ هو العامل الأكثر حسمًا فيما يحدث الآن ويعد بالفعل أسوأ فيضانات مرت على باكستان، وفي وقت سابق من هذا العام، فقد تمكن العلماء من استنتاج أن التغير المناخي بين البشر قد ضاعف من احتمالية حدوث موجة الحر القاتلة عبر باكستان والهند 30 مرة.
توصل العلماء إلى أن التغيرات واسعة النطاق والسريعة والمكثفة في نظام المناخ قد أدت بالفعل إلى تأثيرات خطيرة بشكل متزايد على الناس في كل مكان، وهذا ما نشهده في باكستان حاليًا، فما وقع فيها جاء بفعل التغييرات الناتجة عن النشاط البشري، وخاصة حرق الوقود الأحفوري.
وتعمل الإغاثة الإسلامية منذ عقود مع الناس في أكثر المقاطعات تضررًا في باكستان لمساعدتهم على التكيف مع الانهيار المناخي، يجب أن يستمر عمل التكيف هذا، ولكن يجب أيضًا الاعتراف بأن الكارثة الحالية تتجاوز إمكانية التكيف.
قدرت الحكومة الباكستانية الخسائر والأضرار الناجمة عن الفيضانات الجارية بأكثر من 5 مليارات دولار، وتشير تقديرات من مصادر أخرى إلى أن الخسائر النهائية ستصل إلى 20 مليار دولار، وأن القدرة على التعامل مع هذا الأمر بمفردها أمر يفوق موارد باكستان.
وتطالب منظمة الإغاثة الإسلامية دول العالم، المسؤولة الكبرى عن الانبعاثات الكارثية، بتقديم تمويل كافٍ للخسائر والأضرار على أساس العدالة والمسؤولية التاريخية والتضامن العالمي.
لا يمكن ترك شعب باكستان وحده للتعامل مع هذه الكارثة وغيرها من الكوارث التي ستتبعها بالتأكيد في المستقبل القريب، وتقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية إيجاد الموارد لإصلاح الأضرار والتعويض عن الخسائر، وتوفير الوسائل والقدرات والدعم الفني للتكيف مع تحديات المناخ في المستقبل.
ستستمر الإغاثة الإسلامية في توفير الدعم للأفراد الأكثر تهميشًا وضعفًا على قدر المستطاع، ودعوة صناع القرار للتأكد من أنهم قادرون على التعافي من الكارثة والتكيف حيثما أمكنهم ذلك، كما سننضم إلى الآخرين لمطالبة الحكومات والشركات بالعمل على التخفيف من حدة الأزمة من خلال إنهاء استخدام الوقود الأحفوري.
سوف تتكرر الأزمة التي تؤثر على باكستان في جميع أنحاء العالم مع ارتفاع درجات الحرارة في العالم، ولهذا نحن بحاجة للاستعداد والتهيؤ الاستباقي. يجب أن تكون هناك تغييرات عميقة وتحولية في مجتمعاتنا واقتصاداتنا لضمان اتباع نهج عادل ومنصف يحترم حقوق الإنسان وكرامته. يجب على أولئك الذين استفادوا من الأنشطة الاقتصادية التي أدت إلى انهيار المناخ أن يرتقوا إلى مستوى مسؤولياتهم الأخلاقية والمعنوية الهائلة لمعالجة الخسائر والأضرار التي يتسببون فيها.
تقدم الإغاثة الإسلامية المساعدات الإغاثية في المجتمعات المتضررة من الفيضانات في جميع أنحاء باكستان، كن داعمًا لجهود الإغاثة الإسلامية وتبرع الآن لندائنا بشأن فيضانات باكستان.