ألقى اليوم الرئيس التنفيذي لمنظمة الاغاثة الاسلامية، ناصر الحاج حامد، كلمة في مؤتمر المانحين الذي نظمته الأمم المتحدة لمساعدة اليمن. وذلك بحضور العديد من الشخصيات الاعتبارية منهم أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، ودومينيك راب وزير الخارجية البريطاني. وقد شدد الحاج حامد في كلمته على ضرورة تقديم المساعدة بشكل عاجل لحماية اليمنيين من الجوع.
يأتي هذا المؤتمر الافتراضي الذي حضره 24 منظمة دولية وإنسانية وسط تحذيرات من أن غياب التمويل ينذر بعدم وصول أكثر من 5.5 مليون يمني في هذا البلد الفقير الذي مزقته الحرب للمساعدات الإنسانية الأساسية كالغذاء والمياه النظيفة والمساعدات النقدية. ناهيك عن نقص التمويل سيكلف الكثيرين حياتهم خاصة في ظل سرعة تفشي وباء كورونا في البلاد.
يذكر أن مؤتمر المانحين يعتبر فرصة تجتمع فيها كافة المنظمات الانسانية للتعهد بتقديم التمويل اللازم لتوفير المساعدات الطارئة في كافة القطاعات الأساسية.
وقبل انعقاد المؤتمر، الذي انطلقت أعماله اليوم الثلاثاء، تم عمل مسح بين المنظمات الدولية غير الحكومية العاملة في اليمن لتقييم الأثر على المدنيين في حال استمرار نقص التمويل. وتتوقع المنظمات التسعة التي استجابت للمشاركة في المسح انخفاضًا ملموسا في التمويل يقدر ب 82.5 مليون دولار مقارنة بعام 2019، ويشمل ذلك انخفاض حاد في سبل دعم القطاع الصحي المنهار أصلا – مما يؤثر على حوالي 5.5 مليون شخص.
يعطي هذا الرقم مؤشرا للاثر الذي يسببه نقص التمويل على الاستجابة الإنسانية الأوسع، لكن يتوقع أن يكون التأثير على القطاع الصحي أكبر مع احتمال خسارة المزيد من الملايين. إذ ستتقلص الخدمات الصحية المقدمة مثل العيادات المتنقلة، وكذلك قدرة المنظمات على توفير شبكات المياه للمجتمع. الأمر الذي سيهدد ارتفاع تفشي مرض الكوليرا إلى جانب انتشار وباء كورونا.
كما سيؤدي هذا إلى دفع المجتمعات الضعيفة إلى الاقتراب أكثر من المجاعة، إذ انخفضت المساعدات الغذائية التي يحصل عليها 8.5 مليون شخص إلى النصف في ظل الإغلاق وفقدان الوظائف. علماً أن 1.5 مليون أسرة في اليمن تعتمد على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.
وقد تأثر العديدين في ظل تقليص المساعدات الغذائية الشهرية التي ينفذها برنامج الأغذية العالمي. فقد تضطر بعض المنظمات إلى وقف دعمها لقطاع الزراعة وسبل العيش في جميع أنحاء البلاد في ظل توقف ضخ التمويل بشكل عاجل. يذكر أن هناك 20.1 مليون شخص في اليمن بحاجة للمساعدة الغذائية، وتلجأ نصف العائلات للديْن حتى تتمكن من شراء طعامها.
يقول إحسان من صنعاء الذي يحصل على المساعدات الإنسانية التي تشمل على سبيل المثال الغذاء والمياه:
“أنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا أقوى على العمل. أعتمد على المساعدات التي أحصل عليها… إذا لم يكن فيروس كورونا السبب في موتنا، سنموت جوعا داخل منازلنا. فملايين اليمنيين لا يزالون بحاجة للمساعدة الغذائية إذا تفشى فيروس كورونا في الأرجاء.”
ومن الجدير ذكره أن التأكد من توريد البضائع الأساسية في اليمن يعتبر من التحديات اللوجستية، حيث تفاقمت المشاكل التي ترتبط بإمكانية الوصول نظرا لانتشار كوفيد-19. فقد تم تقليص إمداد المساعدات الإنسانية عبر الحديدة وعدن إلى الثلثين بسبب اجراءات الحجر الصحي المفروضة في الموانئ البحرية.
وقد حذرت المنظمات غير الحكومية الموقعة أدناه من أن تأثير غياب التمويل واستمرار وتيرة العنف إلى جانب تأثير الإجراءات الوقائية المتبعة بسبب تفشي وباء كورونا ستكون كارثية على الأطفال اليمنيين وعائلاتهم.
ووفقًا لهذه المنظمات فإن “هذا المؤتمر يعتبر فرصة حقيقية لإنقاذ حياة آلاف اليمنيين وتغيير واقعهم، ولكننا بحاجة للتحرك بشكل عاجل. فقد باتت هذه الأزمة التي تعد الكبرى إنسانيا في مواجهة وباء غير مسبوق. لذا، يتعين على المانحين زيادة تعهداتهم استجابة للازمة الانسانية في اليمن وإعطاء الأولوية للمساعدات الإنسانية الأساسية الطارئة كالمساعدات الغذائية والنقدية والخدمات الصحية والمياه والصرف الصحي والتوعية المتعلقة بالممارسات الصحية والنظافة والحماية. فإذا كان التمويل أساسي للغاية، فإن السلام هو الطريق الوحيد لضمان مستقبل أفضل لليمن. ندعو كافة الحكومات في المؤتمر أن تضغط لتطلق تحذيرات للأطراف لتنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد فورًا واستعادة محادثات السلام.”
وقبل انطلاق أعمال مؤتمر المانحين لمساعدة اليمن، قامت المنظمات الدولية غير الحكومية التي تدير البرامج الإنسانية في أنحاء اليمن بعمل مسح من أجل توضيح النتائج السلبية المحتملة على اليمنيين في حال استمر غياب التمويل وعدول المانحين عن تقديم الدعم. وقد استجابت 9 منظمات من أجل المساعدة في تقديم مؤشرات عن تحديات التمويل التي تؤثر على مجتمع المنظمات غير الحكومية ككل.
وفيما يلي المنظمات الموقعة:
- الإغاثة الإسلامية عبر العالم – Islamic Relief Worldwide
- ACTED
- العمل ضد الجوع – Action Contre la Faim (ACF)
- ADRA
- CARE
- المجلس الدنماركي للاجئين – Danish Refugee Council (DRC)
- Diakonie Katastrophenhilfe
- مؤسسة مجتمعات عالمية (Global Communities)
- Human Appeal
- لجنة الإنقاذ الدولية – International Rescue Committee (IRC)
- INTERSOS
- أطباء العالم – Médecins du Monde (MdM)
- ميرسي كور Mercy Corps
- Muslim Hands
- المجلس النرويجي للاجئين Norwegian Refuge Council (NRC)
- Oxfam
- العمل الإنساني البولندي Polish Humanitarian Action (PHA)
- Première Urgence- Aide Médicale Internationale (PU-AMI)
- الإغاثة الدولية – Relief International
- إنقاذ الطفل – Save the Children
- Search for Common Ground
- Solidarities
- War Child UK
- ZOA