تدين الإغاثة الإسلامية وبشدة سلسلة الهجمات الأخيرة التي ضربت إدلب هذا الأسبوع والتي أسفرت عن تدمير مشفى تدعمه منظمة الإغاثة الإسلامية بالإضافة إلى تشريد الآلاف. وقد استهدفت الهجمات مدينتي معرة النعمان وأريحا شمالي غرب محافظة إدلب مساء الأربعاء، الأمر الذي أدى إلى تدمير مشفى الشامي الميداني بالكامل في مدينة أريحا والذي كان يقدم الرعاية لاكثر من 3,000 شخص شهريًا.
وتفيد التقارير الإخبارية المحلية أن 10 أشخاص على الأقل – منهم 4 أطفال و6 سيدات – قد لقوا حتفهم، بينما أصيب أكثر من 35 شخص منهم 4 ممرضات. ويجدر الإشارة إلى أن من بين الضحايا سيدة تعمل في أحد المنظمات الإنسانية المحلية.
في هذا الصدد صرح السيد أحمد محمود مدير مكتب الإغاثة الإسلامية في سوريا: “نعرب عن قلقنا الشديد تجاه الهجمات الأخيرة وتصاعد العنف في شمالي غرب سوريا، وندين بشدة استهداف المشافي والمرافق الصحية. وتخشى فرق عملنا من أن تصاعد العنف في الأيام الأخيرة قد ينذر ببداية شن هجوم كبير من أجل إعادة الاستيلاء على المنطقة التي يسكن فيها حوالي 3 مليون شخص- نصفهم من الأطفال.”
ويذكر أن الإغاثة الإسلامية هي واحدة المنظمات الدولية غير الحكومية التي لا تزال تعمل بشكل مباشر على الأرض في إدلب والتي حسب إحصائيات الأمم المتحدة فر منها ما يزيد عن 517,000 شخص من بيوتهم بسبب العنف المتواصل منذ الأول من ديسمبر.
يقول السيد محمود: ” إن مثل هذه الهجمات تدفع الأشخاص لترك بيوتهم بأعداد كبيرة. ولكن في ظل عدم وجود مكان يأوون إليه في إدلب، يتجمع معظمهم في مآوي مؤقتة في ظروف معيشية مزرية.”
فالظروف داخل هذه المخيمات المؤقتة مهينة، وأجبرت العديد من الأسر مشاركة نفس الخيمة بسبب قلة المساحة ووصول المزيد من النازحين بشكل يومي. كما أن الخيام باردة وغالبًا ما تتسرب إليها المياه، وهناك نقص كبير في الغذاء والماء والوقود، بالإضافة إلى غياب الكهرباء التي لا غنى عنها خاصة في مثل هذه الأجواء الشتوية القاسية.
وفي الوقت الحالي هناك 1,150 مخيم للأشخاص النازحين من مختلف أنحاء إدلب، لكن ولسوء الحظ لا يوجد متسع لمزيد من النازحين الجدد بسبب الاكتظاظ.
السيدة أم رامي- التي تبلغ من العمر 25 عامًا- فرت من معرة النعمان بعد هجمات الأربعاء التي أودت بحياة زوجها، فأجبرت كغيرها من الأشخاص الذين يسكنون في نفس المدينة على المكوث بالقرب من مشارف أحد المخيمات في الجبال على طول الحدود السورية التركية.
تقول أم رامي: ” لم أستطع الوقوف على قدمي في هذا الظلام الدامس حولي من شدة الخوف، قلبي كان يرتجف رعبًا حينما أسمع أصواتًا، أو أسمع خطوات شخص يمر بالقرب من خيمتي”.
وتتابع “تملكني الخوف من كل جوارحي. وأنا الآن بحاجة لخيمة وفراش وبطانيات لي ولطفلي حتى أتمكن من العيش داخل المخيم. هنا لا أشعر سوى بالرعب”.
يذكر أن مضى عل بداية الأزمة السورية تسع سنوات ولا تزال مستمرة حتى اللحظة. هذا وقد نزح معظم سكان إدلب التي يبلغ تعدادها 3 مليون شخص من منازلهم لأماكن أخرى في البلاد. وكالعادة يُبْدي النازحون الجدد لفريق الإغاثة الإسلامية مخاوفهم في ألّا يتبقى لهم ولأطفالهم مكانًا آمنًا يلتجئون إليه.
ويقول السيد أحمد محمود: “الوضع الإنساني على الأرض مخيف، ويعاني أكثر من ثلثي الأسر في إدلب من انعدام الأمن الغذائي قبل وقوع الهجمات، أما الآن وبعد تفاقم الأوضاع زادت هذه الاحتياجات، غير أن العديد من المنظمات الخيرية أجبرت على إيقاف عملياتها في المنطقة بسبب عدم استقرار الوضع الأمني مما خلق أزمة إنسانية واحتياجًا أكبر.”
“فرق عملنا بقيت على الأرض تبذل كل ما بوسعها لتقديم المساعدة. فقد قاموا بتوزيع الفراش والبطانيات والخيم والطعام وملابس الأطفال بالإضافة لأدوات التدفئة. ولكن الاحتياج هائل مقارنة بما يمكننا تقديمه.”
“نحث كافة الأطراف على الالتزام بإتفاقية وقف إطلاق النار وتنفيذ كافة الالتزامات بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، وتجنب استهداف المدنيين والعاملين في المجال الإنساني وضبط النفس من أجل حماية إمدادات المياه والمرافق الصحية والمدارس ومخيمات النازحين.”