الدعم النفسي للمتضررين في كل مكان، تبرع مع الإغاثة الإسلامية
الدعم النفسي من أكثر المناهج فعالية التي تحاول الإغاثة الإسلامية تبنيها لمساعدة من تعرضوا لأذى نفسي شديد وصدمات من ويلات الحروب، ومن ضمنهم آسيا* الفتاة اليتيمة التي تبلغ من العمر 17 عامًا تعيش في مخيم للنازحين داخليًا في ولاية وسط دارفور- السودان، وقد فرت من عنف الصراع في بلدتها عندما كانت طفلة صغيرة لتعرضها للعنف الشديد.
تحكي لنا آسيا عن اليوم التي تعرضت للاعتداء من قبل جارها صاحب السبع وعشرين عام وتقول: “كنت وحدي في ملجئنا، وطلب مني جاري السماح له بالدخول ظنًا مني أنه سيساعدني في دفع رسوم مدرستي، ثم قام بالاعتداء على؛ “وتخبرنا أنها كانت تنزف ولم تستطع المشي حتى وجدتها جدتها، ثم تكمل اسيا قائلة “لم أفهم ما حدث لي؛ كنت أعرف فقط أنه كان شيئًا فظيعًا، كنت خائفة وخجولة وأتألم، وطلبت مني جدتي أن أستحم وأتناول مشروبًا ساخنًا، لم تكن تعرف ما حدث ولم أكن أعرف كيف أخبرها
“بعد ذلك بوقت قصير، كنت مع جدتي في المزرعة على ظهر حمار، و سقطت من على الحمار وبدأت أنزف بغزارة، نقلتني جدتي وشقيقي إلى المستشفى، وزودني الأطباء بالدم، لقد كنت على وشك الموت.”
“وكان ذلك عندما اكتشفت أنني تعرضت للإجهاض، ولم أكن أعرف وقتها أنني حامل!”
تنظر آسيا بهدوء للأرض بخجل وهي تتابع القول، “بدأت جدتي تبكي بشكل هيستيري، لقد أدركت ما حدث لي، لقد واستني وأخبرتني أن هذا يحدث لكثير من الفتيات وأنه ليس خطأي.
وتعبر آسيا عن شعورها قائلة “كنت حزينة جدًا لما حدث لي، وكنت أكثر حزنًا بعد أن فقدت طفلي، قضيت 4 أيام في المستشفى قبل أن يخرجني الأطباء، لقد أعطوني المسكنات والمضادات الحيوية ”
قدمت الإغاثة الإسلامية استشارات الدعم النفسي لآسيا، من خلال أحد مراكز التعافي من العنف الجنسي وذلك في مستشفيات وسط دارفور الريفية، حيث تقدم المراكز الرعاية الطبية والدعم النفسي للناجين.
وتشرح آسيا حالتها عند الذهاب الى المستشفى قائلة “عندما كنت في المستشفى، اقترب اثنان من جدتي الباكية وسألوها عما حدث، لقد جاؤوا إلي وقدموا أنفسهم على أنهم أخصائيين نفسيين يعملون مع مركز الإغاثة الإسلامية الصحي”.
ويقول صدام يحيى الأخصائي النفسي المشرف على حالة آسيا: “حاولت أنا وزميلي التعرف على الفور على آسيا عندما علمنا بأمر الاعتداء، وطلبت من زميلتي التدخل أولاً لإعطاء آسيا شعور الأمان والراحة، واندهشت عندما طلبت آسيا التحدث معي، ولم تكن تتحدث مع أي شخص آخر، ولا حتى أطبائها “.
يتابع قائلا؛ “لقد بدأت آسيا في وصف الإساءات التي مرت بها وكانت تجيب على جميع أسئلتي، فتحت لها ملف وقمت بإجراء تقييم أولي، لقد وجدتها تعاني من الصدمة والاكتئاب ووصفت لها 7 جلسات علاجية، لقد جاءت إلى المركز في أول جلستين، لكنها كانت تخشى بعد ذلك أن يلاحظها الناس قادمة إلى هنا، لذلك تطوعت لزيارتها في المنزل لبقية الجلسات. ”
بالنسبة لآسيا كان الدعم النفسي شريان للحياة، وتصف آسيا شعورها وهي تحارب دموعها قائلة “لقد ساعدتني جلسات الدعم النفسي خلال محنتي، أول شيء أخبرته للطبيب النفسي الخاص بي هو أنني لا أريد ترك المدرسة، لكن لا يمكنني تحمل الرسوم، وبعد أسبوع جاء مع زملائه من الإغاثة، وقدموا لي المال والأدوات المدرسية، لم يكن يسعني إلا أن أفكر أنه لو كان لدي المال لتغطية الرسوم المدرسية، فلم يكن ليحدث لي هذا الشيء البشع!”.
“وشجعني طبيبي النفسي على الذهاب إلى المدرسة والحصول على حياة طبيعية، مادتي المفضلة هي العلوم، وأحلم أن أصبح طبيبة ذات يوم لأساعد الناس “.
ويضيف صدام أن “آسيا ضعيفة للغاية؛ هي طفلة تعيش في فقر وهي أيضًا نازحة ومهجرة، وقد كانت تبلغ من العمر 16 عامًا فقط في ذلك الوقت، واستغرق الأمر المزيد من الجهد لعلاج الصدمة التي تعرضت لها.
“لقد عانت من فقدان والديها، مما زاد من ضعفها خلال كل هذه المشقة، كانت آسيا صامدة وشجاعة وطموحة، وواصلت الذهاب إلى المدرسة وحصلت على المترتبة الثالثة في امتحانات نهاية العام “.
“وتكمل آسيا حديثها قائلة: “كان لدي رهاب من منزلي لأنني تعرضت للاعتداء فيه، كما كنت أخشى وصمة العار الاجتماعية، لكني تغلبت على تلك المخاوف وأنا الآن أكثر وعيًا بحقوقي، وقد تعلمت من خلال الجلسات أن ما حدث لي كان خطأ ويجب معاقبة المعتدي، وتعلمت أيضًا كيفية الإبلاغ عن الانتهاكات إما للشرطة أو المستشفى أو المنظمات المدنية، إذا حدث هذا في أي وقت لإحدى صديقاتي، فلن أتركها بمفردها وسأساعدها في الإبلاغ عن ذلك”.
كما قامت الإغاثة الإسلامية بتدريب العاملين الصحيين وزعماء المجتمع ورجال الدين ومجموعات النساء والشباب الرئيسية على التوعية بالعنف الجنسي وحماية الطفل.
شهدت ولاية وسط دارفور فترة طويلة من الصراع أدت إلى نزوح آلاف المتضررين، وتعد مراكز التعافي التابعة للإغاثة الإسلامية جزءًا من تدخل متكامل يخدم أكثر من52200 متضرر من النزاع بخدمات الرعاية الصحية الأولية. كما تدعم الإغاثة الإسلامية مراكز التغذية التي تعالج سوء التغذية الحاد للأطفال دون سن الخامسة.
تقول آسيا “أنا ممتنة لذلك الدعم النفسي الذي تلقيته، لولا ذلك كانت حالتي ستتدهور، قطعت طريقًا طويلة.”
ادعم جهودنا لحماية النساء والفتيات من العنف، وساعدنا في تقديم الخدمات الصحية والدعم النفسي لهن، تبرع الآن.
* تم تغيير الاسم للحماية.