أمينات: “لقد حالفنا الحظ.. لقد نجوت وأنا ممتنة لذلك”
ملايين اللاجئين من إثيوبيا في اللحظات التي تقرأ فيها هذه السطور الآن يكونون قد نزحوا بالفعل من تيغراي –إثيوبيا – منذ عام 2020 بسبب تصاعد العنف وأعمال القتل والشغب، وليس بمقدورهم العودة إلى ديارهم حتى هذه اللحظة، لقد استيقظ الملايين على موجة من العنف في إثيوبيا، مما أثر على حياة الملايين سواء أكان في تيغراي أو في المناطق المحيطة مثل أمهرة وعفر، وأجبر عشرات الآلاف على الفرار والعبور إلى السودان من خلال الحدود، وهناك تحاول المنظمات الإنسانية تقديم الدعم والعون العاجل للاجئين من إثيوبيا ومن ضمنها الإغاثة الإسلامية.
فمنذ سنوات مضت أصبحت إثيوبيا موطنًا للذين فروا من الكوارث الطبيعية في بعض الدول المحيطة، كالصومال والسودان وإريتريا وجنوب السودان، وتواجه المنطقة أزمة نقص حاد في الغذاء بشكل متصاعد وبسرعة كبيرة، كما تأثرت الزراعة التي تعتمد عليها المنطقة بشكل حيوي بسبب فترات الجفاف الطويلة، وقد أدى كل هذا إلى تراجع البلاد في جميع الجوانب، من أهمها معاناة الكثيرين من سوء التغذية، إضافة إلى كونهم غير قادرين على الوصول إلى المرافق الصحية بسبب الصراع الداخلي الذي أدى إلى تفاقم أزمة اللاجئين في القرن الأفريقي.
يقدر عدد اللاجئين بـ 2.5 مليون إنسان بحسب إحصاءات الأمم المتحدة في إثيوبيا، بعضهم قد فر لطلب اللجوء في البلدان المجاورة أو أنهم وجدوا أنفسهم نازحين داخليًا في تيغراي وأمهرة وعفر.
وتحكي لنا أمينات – ٢٩ عامًا – إحدى اللاجئات في المخيم وترجع بنا إلى لحظات ما قبل الفرار ووقت الهجوم عليها وعلى ابنتيها فتقول:
“لقد وجدنا أنفسنا في لحظة تحت الهجوم، ثم بدأت أصوات الطلقات تتعالى فلم يكن بمقدورنا فعل شيء سوى الهروب، وهربنا بملابسنا فقط، لم نتمكن حتى من أخذ بطاقات الهوية أو أي من ممتلكاتنا الثمينة، فلقد رأينا أصدقاءنا وجيراننا وهم يلقون مصرعهم خلال محاولتهم للنجاة بأرواحهم والوصول إلى بر الأمان، ولم تدفن جثثهم حتى الآن.”
كما تخبرنا أمينات عن مدى صعوبة ما قد واجهوه للوصول إلى بر الأمان حيث اضطر معظم الناس إلى المشي لساعات، وأحيانًا لأيام في ظل ظروف قاسية سلكوا فيها طرقًا وعرة، كما أنهم يجهلون مكان وجود أقاربهم وأصدقائهم وإذا ما كانوا على قيد الحياة بعد أم لا، فتقول: “كان علينا أن نمشي 50 كيلومترًا للوصول إلى بر الأمان، فلقد اضطررنا إلى قضاء ليلة على الطريق مع أطفالنا، لقد كان الوضع قاسيًا للغاية حيث اضطر معظم الناس إلى النوم في العراء أو الاحتماء تحت الأشجار على مدار الطريق” وتعتبر أمينات نفسها محظوظة فقد أتيحت لها ولابنتها الفرصة للنجاة وعن ما تشعر به الآن بعد ما رأته:”لقد حالفنا الحظ أنا ممتنه لأننا نجونا.”
أمينات ليست الوحيدة بل هي واحدة من ضمن ملايين الأشخاص الذين اضطروا إلى ترك كل شيء وراءهم و الفرار للنجاة بحياتهم وحياة أسرهم
تخبرنا أمينات عن الوضع في المخيم:”فور وصولنا، تلقينا المساعدة من مكتب الوقاية من الكوارث والأمن الغذائي في منطقة عفار. ثم تلقينا دعمًا من الإغاثة الإسلامية، التي كانت تعمل على إنقاذ الأرواح.”
رغم الأعداد المتزايدة للاجئين من إثيوبيا إلا أن المأوى والغذاء والصرف الصحي ومياه الشرب النظيفة محدودة للغاية.
تعيش أمينات الآن في مخيم للاجئين من إثيوبيا حيث تحتفظ بذكرياتها السعيدة عن حياتها القديمة قبل الصراع. والجدير بالذكر أن العديد من اللاجئين لديهم مهارات ومؤهلات أكاديمية عالية. ومن ضمنهم أمينات فهي حاصلة على درجة البكالوريوس في القبالة.
أمينات أمام منزلها المؤقت في موقع وايك همسة للنازحين داخليًا مع طرود طعام الإغاثة الإسلامية الخاصة بها
فتخبرنا أمينات عن عملها السابق في موطنها:
“كنت أعمل في المركز الصحي الحكومي الذي يقع على بعد 12 كيلومترًا من بلدة شيفرا، لقد كنت أعمل بأجر جيد كقابلة وكنت شغوفة بالمجال الذي أعمل به، فقد كانت حياتي جيدة في موطني وهو ما يحزنك الآن فهل تعرف ذلك الشعور؟ الشعور بأنك قد انتٌزعت من تلك الحياة الجيدة التي كنت تنعم بها في تيغراي والنزوح فجأة مع أطفال صغار؟”
لكن ما يقلق أمينات حقاً باستمرار هو الحفاظ على أمان أطفالها وكيفية إطعامهم وما إذا كانوا يتحتم عليهم الفرار مرة أخرى أو ما إذا كانوا سيعودون إلى المنزل في وقت من الأوقات.
أمينات وأغلب اللاجئين من إثيوبيا يعيشون مثل هذه الحالات غير مستقرة والتي تأخذهم إلى المجهول ملايين اللاجئين في العالم يواجهون مصائر مجهولة وغير معلومة في جميع أنحاء العالم.
تعبر أمينات عن امتنانها وتقول:
“نحن ممتنون جدًا لأنكم أتيتم لمساعدتنا لقد دعمتموني بالفعل. أشكركم من أعماق قلبي، لكن نرجوكم لا تنسونا، نحن مازلنا نعاني؛ فهذا واقع لم يتغير ولكن بدعمكم على الأقل يمكننا البقاء على قيد الحياة”.
وتقدم الإغاثة الإسلامية المساعدات الطارئة للمتضررين انطلاقاً من عقيدتنا ومبادئنا في عالم تسوده النزاعات والاستغاثات، نحاول تقديم الدعم الأساسي اللازم للاجئين الذين يعانون مثل أمينات وعائلتها وغيرهم الكثير، فيقوم الفريق بتوزيع طرود الطعام والمواد الأساسية الأخرى.
وبعد اتحاد العالم لحل أزمة اللاجئين الأوكرانيين والفرق الذي أحدثه ذلك يمكننا القول بأننا يمكننا تغيير أوضاع اللاجئين حول العالم كله.
ومن المهم الضغط من أجل نهج أكثر إنصافًا وإنسانية تجاه الآخرين حول العالم أجمع الذين يحتاجون إلى الحماية والمساعدة في شتى بقاع الأرض.
نحن نحاول أن نساعد العائلات النازحة على العيش بكرامة والعثور على الاستقرار والتمسك بالأمل.
انضم إلينا للتضامن مع العائلات التي أجبرت على الفرار وبقيت بلا موطن آمن.
وقع وشارك في عريضة وتبرع لدعم عملنا لتمكين اللاجئين من عيش حياة كريمة #withdefugee