اليوم العالمي للإبصار، فرصة لنلقي الضوء على قيمة البصر السليم الذي قد يغفل عنه البعض كأمر مسلم به، بينما يمكن لتدهور القدرة على الرؤية أن يكون له تأثير مؤلم على مجريات الحياة وتكون وطأة الحرمان في البصر أشد إذا كنت من بنغلاديش.
في بنغلاديش، لا يقتصر تأثير فقدان البصر على حرمان الفرد من متعة الإحساس بجمال ما حوله فحسب، بل يمتد ليشكل خطرًا على استقلاليته، ويمكن أن يؤدي إلى فقدان القدرة على العمل والاعتناء بالأسرة.
نسلط الضوء اليوم على تجربة كارنابالا التي استعادت بصرها بفضل المساعدات من برنامج إعادة تأهيل البصر للإغاثة الإسلامية في بنغلاديش.
كارنابالا، البالغة من العمر 71 عامًا، تقيم في ميتابوكور، قرية تقع في منطقة رانجبور الريفية شمال غرب بنغلاديش. بعد وفاة زوجها، وجدت نفسها مضطرة للتسول من بيت لآخر طلبًا للمساعدة في الطعام والمال للبقاء على قيد الحياة.
فدخل ابنها، المياوم، غير كافٍ وغير منتظم، مما يجعل من الصعب تلبية الاحتياجات الأساسية للأسرة، وهو أمر مؤرق بشكل أزلي لهم.
فالتحديات قد تزايدت عندما بدأت كارنابالا تلاحظ تدهورًا في قدرتها على الرؤية. تقول: “خلال العامين الماضيين، عانيت من ضبابية في الرؤية، وخصوصًا عند المشي، مما صعب علي أداء مهامي اليومية”.
أدركت الأسرة معاناة كارنابالا مع مشاكل البصر، فأصبحت ترافقها حفيدتها في رحلات التسول. “أعلم أن تكاليف العلاج باهظة ولا تناسب الفقراء مثلنا. نحن نجاهد من أجل تأمين وجبتين في اليوم، وهذا هو أكبر تحدياتنا”.
كانت كارنابالا تعي أن مراجعة الطبيب تتطلب استدانة المال، ففضلت الصمت والتكيف مع حالتها. حتى أنها جربت التسول رغم رؤيتها الضعيفة، لكن بعد تعثرها قررت البقاء بالمنزل. كانت مكاسبها متواضعة لكنها كانت تسهم في سد احتياجات الأسرة، لكن الأمور باتت أصعب.
مع تدهور بصرها وفقدانها القدرة على الحركة بمفردها، أدركت أنها قد لا ترى العالم مجددًا. وعندما زارت طبيب العيون، أُوصي بجراحة لعلاج إعتام عدسة العين، وهي حالة شائعة تُسبب العمى. الجراحة بسيطة وتستغرق ساعة وليست مؤلمة، لكن تكلفتها البالغة (حوالي 225 دولارًا أمريكيًا/180 جنيهًا إسترلينيًا) كانت عبئًا ثقيلًا على كاهل الأسرة.
“لم أكن أعتقد أنني سأتمكن من الرؤية مرة أخرى”
كارنابالا هي واحدة من 500 مريض بإعتام عدسة العين تمت استعادة بصرهم من خلال مشروع إعادة تأهيل البصر، والذي يهدف إلى تحسين نوعية حياة الأشخاص الضعفاء الذين يعانون من العمى في بنغلاديش. وبحلول العام المقبل، نهدف إلى إجراء 1200 عملية جراحية في رانجبور.
يقدم مخيم العيون المجاني لدينا عملية فحص لتحديد وعلاج الأشخاص المحرومين، وخاصة مرضى ضعف الإبصار وإعتام عدسة العين. كما نقدم الدعم للآخرين الذين يعانون من إعاقات بصرية، بما في ذلك توفير الأدوية والنظارات.
تضع كارنابالا نظارات واقية بعد إجراء جراحة العين، وتعد مخيمات العيون المنظمة من قبل الإغاثة الإسلامية أسلوبًا فعّالًا لتقديم رعاية العيون للكثيرين في فترة وجيزة. وهذه المخيمات تكشف عن حالات إعتام العدسة وتوفر العلاج دون مقابل في جانجاتشارا.
عندما كشفت كارنابالا عينيها بعد العملية، اندهشت بعودة بصرها، وغمرها شعور الامتنان لكل من ساهم في استعادة نظرها وزرع الأمل في قلبها. “بصري عاد، يمكنني الرؤية ثانية بعيني، لا أحتاج لمساعدة أحد في يومياتي، أستطيع المشي بمفردي. لم أكن أتخيل أنه يمكنني رؤية النور مجددًا. أشعر بعميق الامتنان للإغاثة الإسلامية ومجهوداتهم المباركة.”
برنامج الإغاثة الإسلامية لتأهيل البصر أعاد النور لأعين مئات المصابين بضعف الإبصار في بنغلاديش، ويسعى للوصول لمزيد من المحتاجين.
دعمكم يستمر في تغيير حياة الكثيرين. تبرعوا الآن لتعزيز هذه المساعي.