بعد انتهاء المسلمين من صيام وقيام شهر رمضان الفضيل، واحتفالهم بعيد الفطر المبارك في أول يوم من شهر شوال، يستعدون الآن لاستقبال عيد الأضحى المبارك في الأيام القادمة. يتزامن عيد الأضحى المبارك مع اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، ويحل يوم العيد بعد يوم وقوف عرفة، وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، والذي يُعتبر الركن الأعظم في مناسك الحج.
يتساءل الكثير من المسلمين حول العالم عن السنن التي يجب اتباعها خلال عيد الأضحى المبارك، وبخاصة السنن الواجبة للمضحي وآخر موعد لحلق الشعر وتقليم الأظافر له. فمن المعروف أن الأضحية سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة الكوثر: ( إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر ) وجاء في التفسير عن ابن عباس، ” الكوثر: نهر في الجنة.
أن يكون مسلمًا لأن غير المسلم غير مطالب بأحكام الإسلام، ومن شروط المضحي لغير الحاج أيضًا العقل والبلوغ والعقل شرط ضروري وأن تكون من ماله الخاص ومن الشروط أيضًا الإقامة والإستطاعة أي يملك القدرة المالية، أيضًا عدم الذهاب إلى الحج وذلك لأن غير الحاج لا تجب عليه الأضحية، بل ما يذبحه في منى يسمى هديًا وليس أضحية.
لا تنس أن الزمان عاملًا أساسيا ومن شروط المضحي لغير الحاج فيجب أن يتم ذبح المضحي خلال أيام عيد الأضحى والأيام التالية له، ولكنه يمكن أن يتم في أي وقت بعد صلاة العيد.
أولا يجب على المضحي الحاج أن ينوي أن يُضحي الهدي خلال موسم الحج وبذلك يكن من شروطه الإحرام أي أن يكون الشخص محرم.
ومن شروط المضحي الحاج أيضًا أن يكون بالغًا حيث لا يُقبل الهدي من الأطفال وأن يكون الحيوان المختار للذبح صحيحا وخاليًا من العيوب
وقال الله تعالى: «فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ» [البقرة: 196].
عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: : «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا».
فهل يجوز حلق الشعر قبل الأضحية ؟.. أو حلق شعر الجسم للمضحي
:سؤال أجاب عنه الفقهاء، وجاء الرد كالآتي:
حكم حلق شعر المضحي في عشر ذي الحجة، فيحرم على المضحي أخذ شيئا من شعره أو تقليم أظافره، ويُسن للمضحي إذا أراد الأضحية، من الأفضل عدم إزالة أي جزء من شعر الرأس أو الجسم، سواءً بالحلاقة أو القص أو غيرهما، ولا يجب تقليم الأظافر، ابتداءً من ليلة اليوم الأول من شهر ذي الحجة وحتى انتهاء ذبح الأضحية. ولذلك، يُنصح للراغبين في التضحية ألا يقصوا شعورهم أو يقلموا أظافرهم بعد دخول شهر ذي الحجة حتى يتم ذبح الأضحية.
في حالة قيام الرجل بذبح الأضحية نيابة عن أفراد أسرته، فلا يُفرض على أفراد الأسرة الامتثال لهذا الحكم، بل يتعين ذلك على الرجل نفسه. فإذا كان يرغب في التضحية، فينبغي عليه عدم قص شعره أو تقليم أظافره في تلك الفترة، أما زوجته وبناته وأولاده فلا بأس أن يأخذوا، لأنه يضحي هو.
أما الأضاحي التي يتولاها الوكيل سواء كان رجل أو امرأة ليس هو مضحيًا، فلا حرج عليه أن يأخذ له من شعر شاربه، ويأخذ شعر إبطيه ويقلم أظفاره لا بأس، وهكذا المرأة، لها أن تكد شعرها، ولها أن تقلم أظفارها، لأنها غير مضحية وكيل إنما هو وكيل، فالوكيل الذي على السبالة- وكيل الضحايا- الذي يُضحي عن أمه أو عن أبيه أو عن أقاربه ليس عليه شئ من ذلك، وهكذا المرأة، إنما الذي لا يأخذ هو الذي يضحي من ماله.
وفيما يتعلق بقول بعض الفقهاء، الذين يرون أنه يحظر على من يضحي أو عنه أن يفعل ذلك، فإن قولهم “(أو يضحى عنه)” ليس له أساس، وإنما التحريم ينطبق فقط على الشخص الذي يقوم بالذبح، أي الشخص الذي يشتري الحيوان للذبح من ماله الخاص. أما الوكيل المفوض للذبح فلا يشمله التحريم، وكذلك زوجة الشخص الذي يضحي لا يشملها التحريم، وكذلك أولاده الذين يضحون عنهم ليس عليهم أي حرج في أخذ شعر أو تقليم أظافرهم. ولذلك، يحظر على الشخص الذي يقوم بالذبح أن يأخذ من شعره أو يقوم بتقليم أظافره، ولكن هذا التحريم لا يشمل أسرته.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله:
وأما أهل المضحي فليس عليهم شئ، ولا يُنهون عن أخذ شئ م الشعر والأظافر في أصح قولي العلماء، وإنما الحكم يختص بالمضحي خاصة الذي اشترى الأُضحية من ماله. ” فتاوى إسلامية” (2/316) وبهذا نكون أنتهينا من حكم حلق شعر المضحي على أسرته.
تبرع الآن مع الإغاثة الإسلامية في حملة أضاحي 2024 وتبرع بالأضحية معنا لإدخال السرور على قلوب المحتاجين في 22 دولة حول العالم ساهم الآن.