محمد – أحد المستفيدين من مشاريع الإغاثة الإسلامية في باكستان– يقول: “الحياة تدور حول الأمل والجري وراء الأحلام”، هذا ما يخبرنا به محمد وهو يخيط القمصان بمهارة على آلة الخياطة، ريثما تقع ساقه الصناعية (طرف صناعي) بجانب طاولة العمل الخشبية التي تنبعث منها رائحة ترابية.
العيش في ظل الفقر المدقع إلى جانب الإعاقة يلقي بظلاله دائمًا على طموحاتي”، يضيف محمد البالغ من العمر 30 عامًا، وهو يتناول رشفة من الشاي ويزيل الخيوط من القميص بعناية، حيث يقع متجر الخياطة الخاص به في منطقة أوراكزاي القبلية المندمجة حديثًا في خيبر بختونخوا والتي تشتهر بجداولها المتدفقة والغابات المزدانة بالأشجار العالية.
يعيش محمد مع إخوته وأفراد آخرين من عائلته الممتدة، حيث يعتني بعائلته وعمته وأطفالها، فيقول “توفي أحد أعمامي في انفجار على جانب الطريق، لذا تعيش الآن عمتي وأطفالها معي؛ ومع ذلك، يسعدني أن أدعمهم، وفي نهاية الأمر، الموضوع دائمًا ما يتركز حول العائلة “، يخبرنا بذلك محمد وهو يصف حياته وهو يتسم بمرونة لا تصدق.
نشأ محمد في الفقر، ولم ينجح أبدًا في إكمال دراسته وترك المدرسة في النهاية، حيث كان يعمل في متجر شخص آخر، وتعلم مهارة الخياطة آنذاك.
“أردت دائمًا أن أكون خياطًا مشهورًا في منطقتي. تعلمت الصنعة واعتدت العمل في متجر أستاذي ولكن لم يكن ذلك كافيًا لإطعام أسرتي، لذلك افتحت متجري الخاص ولكن لم يكن لدي مطلقًا الموارد اللازمة لشراء آلات جيدة ومواد الخياطة الأخرى، ومنذ طفولتي، رأيت أن الفقر هو التحدي الأكبر في هذا الوادي الساحر.
محمد وهو يتلقى تدريباً في إدارة الأعمال ومنحة لشراء معدات لمتجره.
تعمل منظمة الإغاثة الإسلامية الباكستانية في المناطق القبلية المندمجة حديثًا في خيبر بختونخوا، وتدعم المجتمعات المحلية لتصبح مستقلة ماليًا. أحد المشاريع التي تعمل عليها هو مشروع “العمل المرن من أجل الاستجابة الشاملة” (RAIR)، حيث يساعد الناس في أوراكزاي بالمنح والماشية وخطوط إمدادات المياه والصرف الصحي والنظافة والتدريب على تنمية المهارات.
ومن بين المستفيدين محمد، الذي شارك في التدريب على مهارات إدارة الأعمال واستخدم المنحة النقدية لشراء المعدات التي يحتاج إليها متجره.
عند دخول العملاء إلى متجره، يحييهم محمد بابتسامة لطيفة وبريق في عينيه، ويقول محمد ” أنا أؤمن أن الله يفتح نافذة الفرص للجميع لذلك ربطني بالإغاثة الإسلامية، الآن وضعي يتغير بشكل كبير، فقد أصبح لدي الكثير من العمل الآن”.
مع التركيز بشكل خاص على تمكين الشباب، تعمل الإغاثة الإسلامية الباكستانية مع الحكومة المحلية والمجتمعات المحلية لإحداث تغيير دائم في المناطق القبلية في أوراكزاي وخيبر ووزيرستان، بينما نلمس حياة الآلاف من الناس في هذه المناطق من خلال أعمالنا الإنسانية في قطاعات الصحة والتعليم والمياه وتنمية المهارات والفرص الاقتصادية الأفضل، هناك حاجة إلى المزيد لتمكين المجتمعات المحلية من بناء مستقبل أكثر إشراقًا.
ادعم عملنا لتغيير الواقع إلى الأفضل: تبرع للإغاثة الإسلامية اليوم.