مازال الشيشان يعاني؛ ألوف العائلات تلملم جراحها جراء سنوات من الأحداث الصعبة والنزاعات التي تسببت في موت أبنائه وتغير أحوال ألوف العائلات والأسر ومازالت الكثير منها بلا مأوى.
كانت للأحداث المؤسفة التي شهدتها الشيشان تأثير مدمر على أيانت وعائلتها، لقد بقيت أيانت وحيدة بعد أن فقدت معظم أفراد عائلتها في الحرب، بداية من زوجها وأبنائها القصر الثلاثة وانتهاءً بفقدانها لوالدها وشقيقها فبعضهم مات والآخرون في عداد المفقودين لا تعلم شيئًا عن مصيرهم.
إلى جانب التعامل مع هذه الخسارة الأليمة، تعيش أيانت في مسكن صغير في غروزني، حيث تكافح تحدياتها الصحية، فهي تعاني من مشاكل القلب وضيق التنفس وتعيش على معاش تقاعدي صغير جدًا لا يُمكَنها إلا من الاعتماد على التبرعات التي تصلها بالإضافة إلى لحوم الأضاحي. تخبرنا أيانت عن ذلك فتقول؛ “الحمد لله أنا اعتمد على الله ثم على أقاربي، يساعدونني أحيانًا بما تجود به أنفسهم عليَ في دفع ثمن الأدوية والفحوصات الدورية فهي مكلفة جدًا وأما عن الطعام فغالبًا ما يحضر لي ابني الطعام”.
ثم تتابع وتحكي لنا عن ذكرياتها التي تعتز بها حينما كان يقوم والدها بتقديم الأضحية وتوزيعها على المحتاجين فتقول: “لقد كان والدي دائما ما يضحي بما يستطيع في سبيل الله ويوزع اللحم على الأقارب والجيران الفقراء والمحتاجين”
لكن تحول وضع أيانت عن السابق فهي الآن قليلًا ما تتناول اللحوم ويكون ذلك عند زيارة الأصدقاء أو الأقارب لأن معاشها لا يكفي سوى للأدوية التي يجب عليها أن تأخذها
“أحمد الله على كل ما قد منحني إياه حتى اليوم”
هذه كانت كلمات أيانت التي عبرت بها عن امتنانها لكل ما تعيشه رغم الظروف الصعبة، ورغم المشقة والألم الجسدي الذي تعاني منه، تتابع أيانت قائلة: “يعيش العديد من المسلمين في جميع أنحاء العالم في مثل هذا الفقر والكثير منهم بلا مأوى، فماذا يمكنني أن أقول غير الحمد الله على كل ما لدي” لكن فرصة أيانت في الحصول على اللحوم ازدادت بعد حملة الأضاحي فهي توفر وجبة مشبعة مغذية، تقول بخصوص هذا الشأن: “يمكنني الآن بفضل حملة الأضاحي أن أتناول وجبة جيدة جدا من اللحوم لفترة طويلة، وأنا أشعر بالامتنان لذلك جدًا”
بفضل الله وتبرعاتكم استطاعت الإغاثة الإسلامية عبر العالم أن توصل توزيعات لحوم الأضاحي إلى ما يقرب من 60 ألف محتاج في أمس الحاجة إليها في جميع أنحاء الشيشان، بما في ذلك العائلات الضعيفة والأيتام وذوي الإعاقة والمشردين الذين كانوا ضحايا الأحداث الطويلة في البلاد.
ونسعى هذا العام إلى الوصول إلى عدد أكبر من الأشخاص أكثر من أي وقت مضى، وتوفير شريان حياة ومصدر حيوي للبروتين لمن يحتاجون إليها.
تبرع معنا من أجل الأضحية..الأضحية نماء وخير وإحسان